ثانية ثانوي « شرح قصيدة تلف مقيم » مع الإجابة عن الأسئلة محور الشعر الجاهلي

شرح قصيدة تلف مقيم .. ثانية ثانوي محور الشعر الجاهلي ثانية 2 ثانوي شرح نص تلف مقيم للشاعر أبو ذؤيب الهذلي يندرج ضمن المحور الأول: الشعر الجاهلي الموضوع تقديم تقسيم تحليل أبدي رأيي أبني المعنى انتج تقويم تاليف نص تلف مقيم مع الاجابة على جميع الاسئلة مع الحجج شرح نص تلف مقيم يندرج ضمن المحور 1 الاول الشعر الجاهلي من كتاب النصوص عيون الأدب ثانية ثانوي لغة عربية من المرحلة الثانوية تعليم قراية تونس على موقع تحضير الدروس وشرح القصائد والتصوص

محور الشعر الجاهلي ” شرح نص تلف مقيم” للشاعر أبو ذؤيب الهذلي مع الإجابة عن الأسئلة – ثانية ثانوي

التقديم
قصيدة تلف مقيم وهي للشاعر أبو ذؤيب الهذلي والتي قدمها في رثاء أبنائه الخمسة، فقد عبر الشاعر من خلال أبيات هذه القصيدة عن الألم الذي أصابه لفراق أبنائه الخمسة حيث رثاهم في أبيات هذه القصيدة وعبر عن الألم والحسرة الكبيرتان اللتان تعترضاه على ما نزل به، والتي بدت واضحة في المفردات والصور التعبيرية التي لجأ إليها وعبر من خلالها على ما يعانيه ويقاسيه لفراقهما .

وهذا البيت من شعره المفضل الذي يرثي فيه بنيه وكانوا خمسة أصيبوا في عام واحد، وفيه حكم وشواهد وله حيث يقول في مقدمته:
أَمِنَ المنونِ وريبِها تَتَوجعُ *** والدهرُ ليسً بِمُعْتبٍ مَنْ يجزعُ
قالتْ أُمامةُ ما لِجِسْمِكَ شاحباً *** مُنْذُ ابْتذلتَ ومِثلُ مالك ينفعُ

الموضوع قصيدة تلف مقيم :
تقديم قصيدة تلف مقيم نود الإشارة إلى أن هذه القصيدة نظمها الشاعر لوفاة ابنائه الخمسة في عام واحد بسبب مرض الطاعون

تحليل قصيدة تلف مقيم أبو ذؤيب الهذلي
أمن المنون وريبها تتوجع … والدهر ليس بمعتب من يجزع
الرجل العربي عادة يستطيع أن يثأر ممن قتل أبناءه فتشفى نفسه بذلك ، ولكن الشاعر هنا يتوجع ويتألم لأنه لايستطيع أن يثأر أو أن يقتص من الدهر ، مما زاد من ألمه ووجعه.

المنون : جاءت على صيغة الجمع فلم يقل المنية وهو مايجعل القارئ يعود إلى مناسبة القصيدة وهي موت أبنائه السبعة
قالت أميمة مالجسمك شاحبا … منذ ابتذلت ، ومثل مالك ينفع

شاحبا : تعني السيف الذي تغير لونه بما يبس عليه من الدم ، فيخيل إلي أن الشاعر من هول الصدمة – وهي موت أبنائه – توقف الدم في عروقه مما أدى إلى تغير لونه .

أودى بني ، فأعقبوني حسرة ….. بعد الرقاد ، وعبرة ماتقلع
*( أعقبوني ) أعقب قد تأت بمعنى أورث والإنسان عادة يرث الخير والمال من الميت أما الشاعر ورث من أبنائه الحسرة والعبرة .

*(بعد الرقاد ) أظن أن الشاعر لم يتقبل الصدمة بعد فهو مازال يشك في موت أبنائه بدليل استخدامه كلمة ( الرقاد ) وهي تعني النوم ولا بد للنائم أن يستيقظ .

  • أعجبتني رواية البيت في كتاب المفضليات حين قال ( فأعقبوني غصة )

لأن الغصة هي ما يعترض في الحلق من طعام فيؤدي ذلك إلى حدوث الشرق ومن ثم السعال مما يؤدي إلى ظهور العبرة في العين .

فغبرت بعدهم بعيش ناصب … وإخال أني لاحق مستتب
غبر الجرح يغبر غبرا أي اندمل على فساد ثم ينتقض بعد ذلك ، فكأن الشاعر يحاول أن يلم جراح قلبه وهو ( موت أبنائه ) حتى يلتئم هذا الجرح ثم لا يلبث أن يعود فيتذكر المأساة من جديد فيفتح الجرح النفسي مرة أخرى ليعود إليه هذا الألم والوجع ، أي كأنه يريد أن يوصل إلينا فكرة أن موت أبنائه جرح لا يندمل بل هو ألم متكرر من المستحيل أن يلتئم .

ولقد حرصت بأن أدافع عنهم … فإذا المنية أقبلت لا تدفع
(حرصت ) هنا يتجسد شعور الأب على أبنائه في جلب الخير لهم أودفع الشر عنهم ، كما أننا نلاحظ أن الفعل حرص عادة ما يتعدى بحرف الجر ( على ) ولكن الشاعر أتى بحرف (الباء) الخفيف بدلا من (على) الطويلة النطق وألحقت بأن مما جعلها توحي بسرعة الحركة وردة الفعل .

(أدافع ) على وزن أفاعل بمعنى أنه فعل متجدد ومتكرر في حدوثه ، ثم أتى بالفاء في ( فإذا ) وهو الحرف الذي يفيد الجمع والترتيب ولكن بدون فاصل زمني ، لأن الموت إذا جاء للإنسان لا يمكن مساعدته ولو كان أقرب الناس إليه مما زاد من ألم الشاعر وحزنه .

وتجلدي للشامتين أريهم … أني لريب الدهر لا أتضعضع
( تجلدي ) الشاعر في هذا البيت يحاول أن يلملم أشلاء الحزن التي تخيم عليه ، وأن يتماسك ويظهر قوته وصبره أمام الشامتين ، كالماء تماما حين يجمع نفسه ليتحول إلى جليد قوي متماسك .

ولقد أرى أن البكاء سفاهة … ولسوف يولع بالبكا من يفجع
أرى أن الشاعر في هذا البيت أعطانا المفاتيح التي يكون فيها البكاء سفاهة :

فمتى يكون البكاء سفاهة في نظر الشاعر ؟
في قوله (ولسوف يولع ) أتى بكلمة (سوف ) قبل الفعل (يولع) ولم يقل ( سيولع ) (فسوف )تعطينا فترة زمنية أطول من السين ، فكأنه يلمح بالمدة التي تكون بعد الصدمة لذلك كان من المفترض أن ينسى المبتلى مصيبته ويصبر ويرضى بقضاء الله وقدره وأن لايكون حبيسا للبكاء وهذا المعنى الذي أراده في قوله ( يولع بالبكا) فيولع تأت بمعنى يحبس ، فالإنسان الذي يكون حبيس الحزن والأسى يكون إنسانا غير منتج وغير فعال ، لذلك اعتبر الشاعر البكاء سفاهة ، خاصة إذا صدر من إنسان ذكر عاقل ، وهذا ماعبر عنه عندما استخدم الاسم الموصول ( من ) ، لأن هذا الاسم يستخدم عادة للعاقل ، كما أن الخطاب في القصيدة موجه إلى فئة الذكور لا النساء وهذه أيضا أحد الأسباب التي تجعله يصف البكاء بالسفاهة .

ويولع أيضا تأت بمعنى الكذب فالإنسان الذي يصطنع دموعه كذبا بعد مرور فترة من الصدمة ويجعل دموعه هي ديدنه الذي يعيش عليه يعتبر بكاؤه أيضا سفاهة .

نلاحظ طغيان الأسماء على الأفعال في القصيدة والأفعال تعني الحركة والحدوث أي أنها تدل على الحياة ، بينما تدل الأسماء على السكون وربما الموت وهو ما يعيدنا إلى مناسبة القصيدة وهي الموت كما أنه يعود إلى حالة السكون التي يعيشها الشاعر وكأنه أقرب للموت ينتظر نصيبه منه بدليل قوله : وإخال أني لاحق مستتبع .

قافية القصيدة : الفتحة ثم العين ثم حركة الإشباع الواو ، وماء العين لاينضب كالدموع التي تخرج من العين لينتهي القارئ بالضم الذي هو أقرب لليل والحزن ليضل الشاعر داخل هذه الدائرة لايخرج عن سيطرتها .

تابع ايضا جميع شروح نص أولى ثانية ثالثة رابعة ثانوي باكالوريا لغة عربية ملخصات الدروس بحوث حجج
مقال أدبي موضوع انشاء فقرة الانشائية تعبير انتاج كتابي امتحانات 4.3.2.1 ثانوي تعليم تونس من هنا

من هو أبو ذؤيب الهذلي
أبو ذؤيب الهذلي هو شاعر مخضرم جاهلي إسلامي، أسلم على عهد النبي محمد إلا أنه لم يره.

ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال: حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال: «بلغنا أن رسول الله ﷺ عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول:

خطب أجل أناخ بالإسلامِ بين النخيل ومعقد الآطامِ
قبض النبي محمد فعيوننا تذري الدموع عليه بالتسجامِ
قال أبو ذؤيب: فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب، وعلمت أن النبي ﷺ قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجاج إذا أهلوا بالإحرام».

فقلت:« مه. قالوا: قبض رسول الله ﷺ فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول الله ﷺ فأصبت بابه مرتجا وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت: أين الناس فقيل: في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار».

وأكمل قائلا: «فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه».

قال أبو ذؤيب: «فشهدت الصلاة على محمد وشهدت دفنه ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي»:
رأيت الناس في عسلاتهم *** ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم *** نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إلى الهموم ومن *** يبت جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها *** وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها *** ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته *** بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سانحاً *** متفائلاً فيه بفأل الأقبح