شرح نص من المقامة الموصلية – ثالثة ثانوي – مع الإجابة عن الأسئلة – محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم

شرح نص من المقامة الموصلية .. ثالثة ثانوي محور محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم ثالثة 3 ثانوي شرح نص من المقامة الموصلية للكاتب بديع الزمان الهمذاني يندرج ضمن المحور الأول: الفكاهة والهزل الموضوع تقديم تقسيم تحليل أبدي رأيي أبني المعنى انتج نص من المقامة الموصلية مع الاجابة على جميع الاسئلة مع الحجج شرح نص من المقامة الموصلية يندرج ضمن المحور 1 الاول الفكاهة والهزل من كتاب النصوص علامات ثالثة ثانوي لغة عربية من المرحلة الثانوية تعليم قراية تونس على موقع تحضير الدروس وشرح القصائد والتصوص

محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم ” شرح نص من المقامة الموصلية” للكاتب بديع الزمان الهمذاني مع الإجابة عن الأسئلة – ثالثة ثانوي

الموضوع: حيلة الإسكندريّ للإيقاع بأهل القرية

التقسيم: نص من المقامة الموصليّة
المقاطع:
حسب معيار البنية الثلاثيّة للسّرد
1⇐ من البداية ⇐⇐⇐ هممنا بالمنزل: وضع الانطلاق: رحلة العودة إلى الدّيار
2⇐ من مُلكت علينا ⇐⇐⇐ أومأ إليّ: سياق التحوّل
⇐ الحدث القادح: السّرقة
⇐ الاضطراب: الضّياع و الجوع
⇐ الاضطراب المعاكس: النزول بالقرية و الحيلة
3⇐ البقيّة: وضع الختام: الهروب

أو
حسب معيار السّند و المتن
1⇐ حدّثنا ⇐⇐⇐⇐ قال: السّند
2⇐ البقيّة: المتن

الشرح التفصيلي: نص من المقامة الموصليّة
1⇐ المقطع الأوّل: وضع الانطلاق: رحلة العودة إلى الدّيار
حدّث: فعل قول
قصّ + حكي

حدّثـنا: ضمير المتكلّم الجمع ( نحن ): مفعول به
عيسى بن هشام: مركّب بدلي: فاعل
وجهة الحديث: جماعة ⇐⇐⇐ و هذا من خصائص المقامة ( تُقال في مجلس عادة )
الرّاوي: عيسى بن هشام
يضطلع بوظيفتين:
⇐ سرد الحكاية
⇐ المشاركة فيها
هو راو شخصيّة

بديع الزّمان الهمذاني أخرج الحكاية من إطار المشافهة إلى إطار التدوين
السّند: سلسلة الرواة الذين نقلوا الخبر
قد تقصر هذه السلسلة أو تطول
مبرّرات الانطلاق من السّند:
⇐ الإيهام بواقعيّة الأحداث أو الحكاية
⇐ التأرجح بين ثقافة المشافهة و ثقافة التدوين
⇐ الرّغبة في مشاكلة الحديث النبوي الشّريف
قال : لمّا قفلنا
فعل+فاعل نصّ مقول القول: مفعول به

لمّا: الظرفيّة الزمنيّة
الموصل / المنزل: إطاران مكانيان
قفل / همّ: فعلان
قفلـنا: ضمير المتكلّم الجمع : شخصيّات
مشروع الشخصيّة ( صيغة الجمع ): العودة إلى الدّيار
توفّر مقوّمات القصّ في هذا النصّ
المقامة ذات بنية قصصيّة
يتميّز المقطع الأوّل بتأطير الحديث ( زمان + مكان ) و بتحديد مشروع الشخصيّة
يتميّز هذا المقطع بهدوئه
فهل سيتحقّق مشروع الشخصيّة؟
و هل سيستمرّ هذا الهدوء؟

المقطع الثّاني: سياق التحوّل
مُلِكت / أُخِذَ: فعلان مبنيّان للمجهول
الرّحل و الرّاحلة: مركّب عطفي: نائب فاعل
الرَّحْلُ: كلُّ شيء يعدُّ للرحيلِ من وعاءٍ للمتاع وغيره .
الحدث القادح: السّطو على القافلة و سرقة الرّحل و الرّاحلة
هذا الحدث القادح سيُعيق الشخصيّة عن تحقيق مشروعها
و معي الإسكندريّ أبو الفتح: واو المعيّة
شخصيّة مفردة ثانية ستخرج من نون الجماعة
ستصبح الحكاية مغامرة رجلين: عيسى بن هشام و الإسكندريّ أبو الفتح
قلتُ… فقال: نمط الكتابة: الحوار
أين: اسم استفهام يخرج عن معناه الأصلي و هو الاستخبار عن شيء مجهول ليفيد التمنّي
تمنّي عيسى بن هشام الخلاص و النّجاة
المسألة لم تعد تتعلّق بعدم تحقّق مشروع الشخصيّة و لكنّها أصبحت رهانا على البقاء ( سرقة الرّحل و الرّاحلة )
يكفي الله: أي يكفينا الله / الله معنا
الإسكندري يبدو في الظّاهر ( من خلال أقواله ) شخصيّة ورعة واثقة بالله مؤمنة بقضائه و قدره
و أتينا قرية: تحوّل في المكان
على شفير واد: مركّب بالجرّ: نعت
مغتمّون: خبر
من خشية السّيل: مركّب بالجرّ: مفعول لأجله
الموصوف 1: القرية
الصّفات:
⇐ تقع على شفير واد
⇐ يُحيط بها الماء الجاري من كلّ نواحيها
الموصوف 2: أهل القرية

الصّفات:
⇐ الاغتمام ( اغتمّ الشّخص: حزن و تكدّر )
⇐ الخوف و الجزع
سبب حالة أهل القرية:
موقع القرية ( الخوف من السّيل: غرق القرية )
فقال: فعل قول ( نمط الكتابة = الحوار )
يا قوم: نداء ( للقريب )
المُنادِي: الإسكندريّ ( مفرد )

المُنادَى: القوم ( جمع )
أطيعوني / اذبحوا / أتوني / صلّوا: أمر
لا تُبرموا: نهي
يُفيدان النّصح و الإرشاد
ما أمرك؟: استفهام ( الاستخبار عن شيء مجهول )
أسلوب إنشائي طلبي
صلّوا / ركعتين / الله / حلال: معجم ديني
البقرة الصّفراء: تحيل إلى سورة البقرة و قصّة البقرة الصفراء

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ(67)قَالُوا
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ(68)قَالُوا ادْعُ لَنَا
رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ
الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70)قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا
شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ(71)وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ
تَكْتُمُونَ(72)فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73)}
الإسكندريّ سيُحاول استغلال مُصيبة القوم و غفلتهم بعد أن تمكّن من ترصّد مكامن الضّعف فيهم
هو رجل انتهازيّ: ” مَنْ يقتنص الفرص ويستغل أيّة وسائل للمنفعة الشَّخصيّة “

هناك مقابلة بين المفرد و الجمع
المفرد ( الإسكندريّ ): يحتلّ موقع الفاعليّة ( في المستوى القولي: هو المُبادر بالكلام و هو الذي يحتلّ الحيّز الأكبر من الخطاب ( كمّ الملفوظ
الجمع ( القوم ): يحتلّ موقع المفعوليّة ( التقبّل + الانفعال + الرّضوح )

إنّ خطاب الإسكندي يشي بقدرة المكدّي على الاحتيال ، فهو قد استطاع ببراعة أن يستدرج القوم إلى الفخّ الذي نصبه
لهم عن طريق استنهاض العامل الديني فيهم. فقدّم نفسه شخصيّة ورعة مؤمنة بالله و قدرته… بل إنّه تقمّص دور
الإمام الذّي تُنصتُ لتعاليمه الجماعة و تقتدي بهديه ( استعمال المعجم الدّيني / استغلال رمزيّة البقرة الصّفراء +
رمزيّة الشيخ المنقذ: ” المهدي المنتظر ” / بناء الخطاب معجما و تركيبا على شاكلة خطب أئمّة المسلمين )

الإسكنديّ: رجل سريع البديهة شديد الفطنة و الذكاء و الخبث
القوم: السذاجة + البلاهة + التفكير الأسطوري و الغيبي
ثنائيّة: الطلب ( الإسكندي ) و الاستجابة ( القوم ) تُسيّج هذا المقطع و تؤكّد نجاح الحيلة
البقرة / الجارية
تحقّق الملذّات الحسيّة: المكافأة ( نجاح الحيلة )
احفظوا / اصبروا: أمر
لا: نهي
نصح + إرشاد
بعد أن كان الإسكنديّ ناصحا للجماعة في أمور دنياها ( التغلّب على السّيل ) أصبح ناصحا لها في أمور دينها ( كيفيّة أداء الصّلاة بطريقة سليمة )
طرائق الإضحاك في هذا النصّ:
⇐ المفارقة بين الظاهر و الباطن:
الظّاهر: يبدو الإسكندريّ شخصيّة ورعة مؤمنة بالله و عاملة على إرشاد الجماعة في أمور دنياها و آخرتها
الباطن: شخصيّة انتهازيّة تستغلّ مصائب الآخرين لتحقيق أهدافها و هي مستعدّة لتوسّل مختلف الوسائل في مشروعها ذلك ” الغاية تبرّر الوسيلة “
⇐ الإضحاك عن طريق الأقوال:
خطاب الإسكندريّ في سجلاّته و مرجعيّاته و رمزيّاته لا يستجيب لمقام القول
⇐ الإضحاك عن طريق الأحوال
طريقة أداء الصّلاة ” انتصب انتصاب الجذع حتّى شكوْا وجع الضّلع ” ” و سجد حتّى ظنّوا أنّه هَجَدَ “

المقطع الثّالث: وضع الختام
أومأ إليّ: أشار إليّ
ساجدين: حال
ينغلق النصّ بحدث الهروب بعد أن تحقّق الظّفر المادّي ( الأكل + الجارية )
المقطع الشعريّ الذّي انغلق به النصّ خاصيّة من خاصيّات شكل المقامة
هناك علاقة تقاطع معنويّ بين هذا المقطع الشعريّ و ما سبقه من أحداث

التأليف : نص من المقامة الموصلية
نصّ نموذجيّ يثبت لنا هذا الحضور المزدوج لثنائيّة الهزل و الجدّ في ثنايا الخطاب
فالنصّ يتأسّس ظاهرا على خطاب هزليّ يعبث بالمجموعة بعد أن فقدت العقل الرّاجح و المنطق السّليم
و هو يتأسّس باطنا على خطاب نقديّ يستهدف عطالة العقل و غيبوبته أمام سلطان التفكير الغيبي و الأسطوريّ

النصّ:
حدَّثَنا عيسَى بْنُ هِشَامٍ قالَ: لَمَّا قَفلْنَا مِنَ المُوصِلِ، وَهَمَمْنَا بِالْمَنْزَلِ، وَمُلِكَتْ عَلَيْنَا القَافِلةُ، وَأَخَذَ مِنَّا الرَّحْلُ والرَّاحِلةُ، وَمَعِي الإِسْكَنْدَِيُ أَبُو الفَتْحِ، قُلْتُ: أَيْنَ نَحْنُ مِنَ الحِيلَةِ? فَقَالَ: يَكْفِي اللهُ.
و أَتَيْنَا قَرْيةً على شَفِيرِ وَادٍ، السَّيْلُ يُطَرِّفُها وَالمَاءُ يَتَحَيَّفُها. وأَهْلُهَا مغْتَمُّونَ لا َيمْلِكُهُم غُمُضُ الَّليْلِ، مِنْ خَشْيَةِ السَّيْلِ. فَقَالَ الإِسْكَنْدَرِيُُ: يَا قَوْمُ أَنَا أَكْفِيكمْ هَذا المَاءَ وَمَعَرَّتَهُ، وأَردُُ عَنْ هذهِ القَرْيَةِ مَضَرَّتَهُ، فَأَطيعوني، ولا تُبْرِمُوا أَمْراً دُونِي. فَقَالوا: ومَا أَمْرُكَ؟ فَقَالَ: اذْبَحُوا في مَجْرَى هَذا المَاءِ بَقَرَةً صَفْرَاءَ، وأَتُونِي بِجَارِيةٍ عَذْراءَ، وَصَلُّوا خَلْفِي رَكْعَتَيْنِ يَثْنِ اللهُ عَنْكُمْ عِنان هذا المَاءِ، إِلى هَذِهِ الصَّحْراءِ، فَإِنْ لَمْ يَنْثَنِ المَاءُ فَدَمِي عَلَيْكُمْ حَلالٌ. قَالوا: نَفْعَلُ ذَلِكَ.
فَذَبَحُوا البَقَرَةَ، وَزَوَّجُوهُ الجَارِيَةَ. وَقَامَ إِلى الرَّكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِما، وَقَالَ: يَا قَوْمُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ لاَ يَقَعْ مِنْكُمْ فِي القِيامِ كَبْوٌ، أَوْ في السُّجُودِ سَهْوٌ، أَوْ فِي القُعُودِ لَغْوٌ، فَمَتَى سَهَوْنَا خَرَجَ أَمَلُنَا عَاطِلاً، وَذَهَبَ عَمَلُنا بَاطِلاً، وَاصْبِرُوا عَلى الرَّكْعَتَينِ فَمَسَافَتُهُمَا طَوِيلَةٌ. وَقَامَ لِلْرَكْعَةِ الأُولَى فَانْتَصَبَ انْتِصَابَ الجِذْعِ، حَتَّى شَكَوا وَجَعَ الضِّلْعِ، وَسَجَدَ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ هَجَدَ، ولمْ يَشْجُعُوا لِرَفْعِ الرُّؤُوسِ، حَتَّى كَبَّرَ لِلْجُلُوسِ. ثُمَّ عَادَ إِلى السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ، وَأَوْمَأَ إِلَيَّ، فَأَخَذْنَا الوَادِي وَتَرَكْنَا القَوْمَ سَاجِدينَ، لاَ نَعْلَمُ مَا صَنَعَ الدَّهْرُ بِهِمْ.
فَأَنْشَأَ أَبُو الفَتْحِ يقُولُ:

لاَ يُبْعِدُ اللهُ مِثْلـي *** وَأَيْنَ مثْلِي أَيْنَ؟
للهِ غَـفْـلَةُ قَـوْمٍ *** غَنِمْتُهَا بِالْهُوَيْنَـا!
اكْتَلْتُ خَيْراً عَلَيْهِمْ *** وَكِلْتُ زُوراً وَمَيْناً
مقامات بديع الزّمان الهمذاني

من هو بديع الزمان الهمذاني؟

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007
م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد
كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان
المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك
الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى
أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن
منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف
بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته
في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا،
فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا
للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت
بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب
العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون

لم تطل’” إقامة بديع الزمان”‘ بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه
كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه “‘بديع الزمان”‘ مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى “‘بديع
الزمان”‘ يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان
محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات
وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي
أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة

ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا
وقد قبض على لحيته من هول القبر

مآثره
مجموعة رسائل
ديوان شعر
مقامات (وهي أبرز ما خلفه بديع الزمان) طبقت شهرتها الآفاق، وقد كانت وما زالت منارة يهتدي بها من يريد التأليف في
هذا الفن، فيمتع الناس بالقصص الطريفة والفكاهة البارعة، ويزود طلاب العلم بما يلزمهم من الدرر الثمينة في ميدان
سحر الأسلوب، وغرابة اللفظ وسمو المعنى.

المقامات
يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعاً
ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده وأشهرهم أبو محمد القاسم الحريري وناصيف اليازجي

والمقامات مجموعة حكايات قصيرة متفاوتة الحجم جمعت بين النثر والشعر بطلها رجل وهمي يدعى أبو الفتح
الإسكندري وعرف بخداعه ومغامراته وفصاحته وقدرته على قرض الشعر وحسن تخلصه من المآزق إلى جانب أنه
شخصية فكاهية نشطة تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من الأعماق. ويروي مغامرات هذه الشخصية التي تثير
العجب وتبعت الإعجاب رجل وهمي يدعى عيسى بن هشام

و لهذا المؤلف فضل كبير في ذيوع صيت ‘ بديع الزمان الهمذاني لما احتواه من معلومات جمة تفيد جميع القراء من
مختلف المشارب والمآرب إذ وضعه لغاية تعليمه فكثرت فيه أساليب البيان وبديع الألفاظ والعروض، وأراد التقرب به
من الأمير خلف بن أحمد فضمنه مديحاً يتجلى خاصة فيالمقامة الحمدانية والمقامة الخمرية فنوع ولون مستعملاً
الأسلوب السهل، واللفظ الرقيق، والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة

و تنطوي المقامات على ضروب من الثقافة إذ نجد بديع الزمان’‘ يسرد علينا أخباراً عن الشعراء في مقامته الغيلانية’‘ و’‘
مقامته البشرية ويزودنا بمعلومات ذات صلة بتاريخ الأدب والنقد الأدبي في مقامته الجاحظية والقريضية والإبليسية،
كما يقدم فيالمقامة الرستانية وهو السني المذهب، حجاجاً في المذاهب الدينية فيسفه عقائد المعتزلة ويرد عليها بشدة
وقسوة، ويستشهد أثناء تنقلاته هذه بين ربوع الثقافة بالقرآن الكريم والحديث الشريف، وقد عمد إلى اقتباس من الشعر
القديم والأمثال القديمة والمبتكرة فكانت مقاماته مجلس أدب وأنس ومتعة وقد كان يلقيها في نهاية جلساته كأنها ملحة
من ملح الوداع المعروفة عند أبي حيان التوحيدي في “الامتناع والمؤانسة”، فراعى فيها بساطة الموضوع، وأناقة الأسلوب، وزودها بكل ما يجعل منها:

وسيلة للتمرن على الإنشاء والوقوف على مذاهب النثر والنظم.
رصيد لثروة معجمية هائلة
مستودعاً للحكم والتجارب عن طريق الفكاهة
وثيقة تاريخية تصور جزءاً من حياة عصره وإجلال رجال زمانه.
كما أن مقامات الهمذاني تعتبر نوا ة المسرحية العربية الفكاهية، وقد خلد فيها أوصافاً للطباع الإنسانية فكان بحق
واصفاً بارعاً لا تفوته كبيرة ولا صغيرة، وأن المقامات هذه لتحفة أدبية رائعة بأسلوبها ومضمونها وملحها الطريفة التي
تبعث على الابتسام والمرح، وتدعو إلى الصدق والشهامة ومكارم الأخلاق التي أراد بديع الزمان إظهار قيمتها بوصف ما يناقضها، وقد وفق في ذلك أيما توفيق

تابع ايضا جميع شروح نص أولى ثانية ثالثة رابعة ثانوي باكالوريا لغة عربية ملخصات الدروس بحوث حجج
مقال أدبي موضوع انشاء فقرة الانشائية تعبير انتاج كتابي امتحانات 4.3.2.1 ثانوي تعليم تونس من هنا